في التثليث والتوحيد

 في التثليث والتوحيد 

من مقال الأنبا غريغوريوس

في جريدة وطني

بتاريخ   2  أكتوبر 1988

  ---   

 12 توت

 ذكرى  اجتماع المجمع المسكوني في  أفسس سنة 431 ميلادية

  --- 

في المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين تجمع بين خصائص الطبيعتين الإلهية والإنسانية وعلى الرغم من أنها طبيعة مركبة من اللاهوت والناسوت لكنها طبيعة واحدة، ولا يقبلون القول بطبيعتين في المسيح  لأنها إثنينية مرفوضة لأنها نوع من النسطورية المذهب الذي انعقد بسببه مجع أفسس  الأول سنة 431 م ورفض النسطورية لأنها تعلم بالإزدواج في شخص المسيح وكأنه مسيحان لا مسيح واحد، وقد حرم ..المجمع نسطور وأسقطه من جميع درجاته الكهنوتية وفرزوه من شركة الكنيسة بمثابة مجدف على لاهوت المسيح

وقال آباء الكنيسة وعلى رأسهم القديس البابا كيرلس الأول بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرون والذي لقبوه بعامود الإيمان بأن المسيح إله متأنس، هو إله وهو أيضا إنسان، ومع ذلك فهو واحد وليس إثنين غير منقسم إلى طبيعتين، يجمع في طبيعته بين  خصائص الطبيعتين  بين الناسوت واللاهوت لا بطريق المصاحبة أو الإثنية بل عن طريق الإتحاد ، ليس كما يقول نسطور كإتحاد الرجل  ، المرأة،في سر الزواج كلا ، إذ يبقى بعد الزواج شخصان،  وليس كإتحاد اللاهوت بالناسوت  في المسيح، إننا بعد الإتحاد أي بعد التجسد لا نستطيع أن نتكلم في المسيح عن طبيعتين القول بطبيعتين معناه ازدواج في المسيح وهذا مرفوض لأن التجسد تم  بإتحاد حقيقي في 

الجوهر  أي لم يعد المسيح بعد التجسد جوهرين  وإنما هو جوهر واحدوطبيعة واحدة هي طبيعة الكلمة المتجسد والله المتأنس.

  هذا الإتحاد شبه القديس كيرلس  باتحاد الروح والجسد في الإنسان : ان الروح ينزل من السماء وتتحد في الرحم بجسد الجنين وبعد تسعة أشهر يخرج الجنين طفلا هو إنسان واحد في جوهره وواحد في طبيعته طبيعة واحدة تجمع بين صفات الرروح وصفات الجسم.

.هذا التشبيه ساقه البابا كيرلس ، ومع ذلك  فهذا التشبيه قياس مع الفارق ( هكذا كتب الأنبا غريوغوريوس)

--- 

وقال البابا كيرلس الأول: إن الإتحاد بين لاهوت المسيح وناسوته يمكن تشبيهه باتحاد النار والحديد: وهنا نسارع بالقول أن هذا التشبيه مأخوذ من عالم الحس والمادة فلا يمكن أن ينطبق على اتحاد اللاهوت بالناسوت في المسيح ، إن التشبيهات دائما ناقصة (هكذا قال الأنبا غريغوريوس)

كذلك شبه البابا ديوسقورس اتحاد اللاهوت بالناسوت  باتحاد النار بالفحم في المجمرة